تراجع اهتمام الصحف البريطانية بأخبار الثورات العربية، لكنها أفردت مساحة كبيرة في صفحات الأخبار والرأي لعزم القيادة الفلسطينية التقدم بطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
"الاحتلال الاسرائيلي ليس اخلاقيا ولا شرعيا"، كان هذا هو العنوان الذي اختاره نعوم شايوت لمقاله على صفحات الاندبندنت.
ويتابع الكاتب، في مقاله الذي يأتي عشية التقدم بالطلب الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، "كان عمري 10 سنوات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، عندما أرغم أبي -ورفاقه في وحدة تابعة لقوات الاحتياطي- الفلسطينيين الأبرياء على الخروج من منازلهم ومتاجرهم في شكل من العقوبة الجماعية".
واضاف "عندما انضممت إلى الجيش، كان يتم الاحتفال بالذكرى الثلاثين للإحتلال. وبعد ثلاث سنوات أخرى تم إرسالي –وكنت ضابطا صغيرا حينها- مع جنودي لمواجهة الانتفاضة الثانية".
ويتذكر شايوت أحداث تلك الفترة قائلا "لقد قتلنا مئة فلسطيني في شهر واحد من أعمال الاحتجاج، وجرح آخرون كثر بالذخيرة الحية".
وقال أنه قيل لهم إن هدفهم هو اقناع المجتمع المدني الفلسطيني بأن الإرهاب لا يجدي.
"بلا نهاية"
وتابع قائلا إن "النظام العسكري الاسرائيلي الذي يخضع له السكان الفلسطينيون عمره الآن 45 عاما، وبينما يتراجع العنف الفلسطيني بصورة كبيرة، فأن الجنود الاسرائيليين لا يزالون يدلون بشهاداتهم بشأن تكليفهم بمهمات لإفساد الحياة اليومية في المناطق الفلسطينية".
ويرى الكاتب أنه لا يزال من غير الواضح ما ستتقدم به القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة يوم غد بشأن طلب العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.
وقال "لا ندري إذا ماكان؟ ولا كيف سيكون وقع أي نتيجة للتصويت على أرض الواقع؟".
واضاف "على أي حال، فإن الشهادات التي أدلى بها أكثر من 750 جنديا وضابطا اسرائيليا سابقا عملوا في الأراضي المحتلة خلال السنوات العشر الماضية تشير إلى شىء واحد بوضوح: وهو أنه من وجهة نظر الجيش الاسرائيلي، فإن الاحتلال ليس أداة مؤقتة للسيطرة على السكان".
ويخلص إلى أنه "ليس له نهاية (الاحتلال) على المدى المنظور".
واضاف "يتعلق اولئك الذين يعارضون الاعتراف بدولة فلسطينية باعتقاد خاطىء وهو أن الاحتلال الاسرائيلي أمر مؤقت، وأن هدفه خلق فضاء سياسي لحكم ديمقراطي في فلسطين المستقبل".
ويرى الكاتب أن هذا الاعتقاد هو الذي "يجعل الاحتلال مقبول اخلاقيا"، لأنه لو كان الاحتلال دائما لكان غير شرعي، ليس فقط لأن الحاكم أجنبي، بل لأن السيطرة على البشر عبر الإكراه والأوامر العسكرية أمر غير أخلاقي".
واضاف "علينا أن نقبل حقيقة أن الجيش لا يرغب في الانسحاب من الأراضي المحتلة، وأن الوضع الراهن هو خطة الحكومة الاسرائيلية المستقبلية ".
"مواجهة دبلوماسية"
وفي ذات الشان نشرت صحيفة الدايلي تليغراف تقريرا بعنوان "الفلسطينيون مستعدون لتأجيل مساعيهم للحصول على دولة لعدة أشهر".
وقالت الصحيفة في التقرير، الذي أعده مراسليها ادريان بلومفيلد من رام الله واليكس سبيليوس من نيويورك، إن مسؤولين فلسطينيين أشاروا إلى أنهم "مستعدون لتجنب مواجهة دبلوماسية كبرى" وتأجيل محاولتهم للحصول على دولة فلسطينية.
وأضاف التقرير أنه وفقا لاتفاق "لا يزال يبحث في أمره ليل الأربعاء"، فإن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس سيقوم بمحاولته للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كما كان مقررا خلال مخاطبته قادة العالم يوم الجمعة، لكنه لن يسعى إلى فتح حوار بهذا الشأن في مجلس الأمن.
ووفقا للصحيفة، فإن عباس بذلك "سيحفظ ماء وجهه أمام الناخبين في بلاده"، وبالمقابل فإن عدم طرح الأمر على مجلس الأمن سيجنب المقترح الفلسطيني الاصطدام بحق النقض الأمريكي "ويمنح الوسطاء فرصة لمحاولة احياء محادثات السلام".
ويذكر التقرير بأن الفلسطينيين قرروا "السعي لتحقيق خيارهم في الأمم المتحدة بعد أن انهارت المفاوضات الهادفة إلى إنشاء دولة العام الماضي ولم يبد عليها أي أثر لإمكانية احيائها".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني رفيع قوله "الشىء الهام بالنسبة لنا هو أن نتقدم بطلبنا كما هو مخطط له".
وأضاف المسؤول "بعد ذلك نسعى لأن نكون منطقيين، نحن ندرك أن الأمور يمكن أن تأخذ بعض الوقت، وإذا كانت العملية ستأخذ بضعة أشهر، فإننا سعداء بأن نجعلها تأخذ مسارها".
"كارثة"
ونبقى مع المساعي الفلسطينية في الأمم المتحدة، ولكن هذه المرة في صحيفة الغارديان التي نشرت تقريرا من إعداد مراسليها كريس ماكغريل من نيويورك وهاريت شيروود من رام الله.
تقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد "أغضب القادة الفلسطينيين بدفاعه الذي استمر طويلا عن التهديد الأمريكي باستخدام حق النقض ضد المسعى الفلسطيني لانشاء دولة في الأمم المتحدة، بينما يشيد بالثورات في أجزاء أخرى من العالم العربي".
واشار التقرير إلى ما أدلى به أوباما في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة من أن المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وليس مجلس الأمن، هي السبيل إلى ضمان استدامة السلام بين الجانبين.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول فلسطيني رفيع، لم تكشف عن اسمه، وصفه لخطاب اوباما أمام الأمم المتحدة بأنه "كارثة".
وأضاف المسؤول الفلسطيني أن "القيادة الفلسطينية فقدت ثقتها في أن يكون اوباما محايدا في الحال".
واضاف الغارديان "بالمقابل، أشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأوباما، ووصف تعهده بالاعتراض على الخطوة الفلسطينية بأنه (شارة للافتخار)".
وتنقل الصحيفة عن نتنياهو قوله "اعتقد أن الفلسطينيين يرغبون في إقامة دولة، لكنهم غير مستعدين بعد لتحقيق السلام مع اسرائيل".
واضاف التقرير أن "اوباما واجه تحديا من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي قال إن القيادة الأمريكية قد فشلت في هذا الشأن، ودعا إلى مبادرة جديدة تضم اوروبا والدول العربية من أجل ميلاد دولة فلسطينية خلال عام".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق