وهي الخطوة التي ترفضها الولايات المتحدة وتهدد بإستخدام حق النقض الفيتو ضدها في مجلس الأمن.
وكان أوباما قد اجتمع في وقت سابق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو لبحث الأزمة, فيما تواصل اللجنة الرباعية حول عملية السلام في الشرق الأوسط جهود الوساطة في ظل رفض فلسطيني قاطع للتراجع عن الحق في الحصول علي عضوية الأمم المتحدة, وتأكيد السلطة الفلسطينية أن المفاوضات لن تكون بديلا عن طلب عضوية الامم المتحدة الذي سيتم تقديمه بعد ظهر غد الجمعة.
وفي الوقت الذي اشتعلت فيه الحرب الدبلوماسية في نيويورك وسط مساعي إسرائيلية مكثفة لإحباط الحلم الفلسطيني, أكد وزير الدفاع ايهود باراك ان اقامة دولة فلسطينية يعتبر حقا مشروعا للفلسطينين, إلا أنه دعاهم الي العودة فورا الي طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية عن باراك قوله إن التوصل الي تسوية مرضية سيكون عملا شاقا ومؤلما لكنها غير مستحيلة. وتأتي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي في أعقاب نجاحه في كسب تأييد الرئيس النيجيري جودلوك جوناثان حيث أعلن الأخير اعتزامه الامتناع عن التصويت.
وفي السياق ذاته, انضم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أيضا إلي جهود إفشال الطلب الفلسطيني بشأن الاعتراف بالدولة حيث أجري اتصالات هاتفية مع قادة جمهورية البوسنة ونيجيريا والجابون لكون هذه الدول من اعضاء مجلس الامن.
ومن ناحيتها, أكدت صحيفة هاآرتس أن نيتانياهو شارك بمجرد وصوله لنيويورك في الحملة الإسرائيلية التي تهدف الي منع ثلثي الاعضاء من التصويت لصالح دولة فلسطينية حتي تتجنب الولايات المتحدة استخدام حق النقض الفيتو ضد هذا القرار, وأكدت مصادر دبلوماسية في مقر الأمم المتحدة لـيديعوت آحرونوت أن الفلسطينيين سوف يحتاجون إلي تأييد كل من الجابون والبوسنة, بعد الامتناع النيجيري, للحصول علي تأييد ثلثي الاعضاء في مجلس الأمن.
وفي الوقت ذاته, نفي وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجادور ليبرمان- في تصريحات لجيروزاليم بوست-ما تردد حول تهديده بالانسحاب من الائتلاف الإسرائيلي الحاكم في حالة عدم اتخاذ نيتانياهو إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية بسبب تحركهم في الأمم المتحدة, بينما هدد وزير المالية يوفال شتاينتز بعواقب اقتصادية وخيمة إذا نفذ عبا خطته لطلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وفي ظل الأجواء الدبلوماسية غير المسبوقة التي تسيطر علي المدينة قبل تقديم دولة فلسطين طلب الحصول علي عضوية الأمم المتحدة, أعلن الدكتور حسام سعيد زلمط عضو الوفد الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية إلي نيويورك أن الرئيس عباس سوف يقدم طلب الحصول علي عضوية كاملة في الأمم المتحدة في الثانية عشرة والنصف من ظهر غد-الجمعة- وانه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بالأمر, مؤكدا أن السلطة الفلسطينية لن تقبل أنصاف الحلول.
وقال عضو الوفد الرسمي في تصريح خاص ل الأهرام أن فلسطين تتقدم بطلب الحصول علي عضوية الأمم المتحدة الكاملة وليس من أجل قيام دولة لأن الدولة تملك بالفعل إعترافا رسميا من126 دولة من بينها الدول العشر الأكثر تعددا بإستثناء الولايات المتحدة.وأوضح المسئول الفلسطيني أن خطوات التقدم بالطلب ستمر بالخطوات التالية, التقدم بطلب العضوية لمكتب الأمين العام وهو بدوره سيرفعه إلي مجلس الأمن, ويقوم المجلس بتكليف لجنة قبل التصويت علي قبول أو رفض منح العضوية الكاملة, ويمكن الرجوع إلي الجمعية العامة بعد الإنتهاء من الفصل في الطلب أمام مجلس الأمن الدولي وبالتالي لن يحدث تزامنا في تقديم طلب العضوية في مجلس الأمن وطلب الدولة المراقب إلي الجمعية العامة لضمان الجدية في رفع الطلب الأول الخاصة بالعضوية الكاملة. وقال ان الفلسطينيين يمكنهم الرجوع إلي مجلس الأمن مجددا في حال إستخدام الفيتو في المرة الأولي لأنه لا يوجد ما يعيق التقدم عدة مرات للحصول علي العضوية الكاملة.
وقال ان الوفد الفلسطيني في نيويورك يخوض ما يسمي اليوم حرب شوارع دبلوماسية في ظل الحضور الكبير لقادة وكبار مسئولي العالم في إجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والمحادثات الشاقة للحشد مع أو ضد التصويت للطلب الفلسطيني حيث تطارد الوفود الدبلوماسية بعضها البعض في شوارع حي مانهاتن.