الاثنين، 12 سبتمبر 2011

إسرائيل تسعي للتهدئة مع مصر وتؤكد حرصها علي السلام‏ ودعوات لإقالة ليبرمان لمسئوليته عن التوتر مع القاهرة وأنقرة

في إطار المساعي الإسرائيلية لاحتواء أزمتها مع مصر واللعب علي وتر التهدئة‏,‏ أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو أمس أن حكومته تجري مباحثات مع الجانب المصري حاليا بشأن عودة السفير الإسرائيلي والطاقم الدبلوماسي الي القاهرة‏.‏
وقال نيتانياهو في تصريحات قبل رئاسته لاجتماع مجلس الوزراء: نعمل معا مع الحكومة المصرية لعودة سفيرنا الي القاهرة بسرعة, وأود أن نضمن أن تكون الترتيبات الامنية اللازمة له ولموظفينا حازمة, وأشار إلي أن نائب السفير الإسرائيلي ما زال موجودا بالقاهرة لإدارة شئون السفارة.وأعرب نيتانياهو- خلال اجتماع لمجلس الوزراء الاسرائيلي أمس- عن سروره لأن هناك أصواتا في مصر وادارتها تريد تعزيز السلام بين البلدين والحفاظ عليه.
يأتي ذلك في الوقت الذي وصف فيه نيتانياهو من شاركوا في إنزال العلم الإسرائيلي من علي مقر السفارة في القاهرة بأنهم ينكرون السلام.
ففي الوقت الذي طوق فيه مئات من المتظاهرين المصريين المبني الذي يضم السفارة, قال نيتانياهو انه راقب الاحداث من قاعة المتابعة بوزارة الخارجية في القدس المحتلة وتحدث مع قائد فريق امن السفارة المحاصرة المؤلف من ستة رجال.
وأدلي قائد الحرس بتصريحات هاتفية للصحف تم بثها علي الهواء في التليفزيون والاذاعة الإسرائيليين قائلا إن بابا واحدا كان يفصلنا عن مثيري الشغب.. أطلب منك إذا حدث شيء لي ان تبلغ والدي مباشرة وليس عن طريق الهاتف, وأشار نيتانياهو أنه أخذ الخط وقال له قائد الحرس المعروف باسم يوناتان: تماسك.. أعدك بأن دولة إسرائيل ستفعل كل ما في وسعها.وأشار المصدر نفسه إلي انه بعد الفشل في الوصول عبر الهاتف إلي المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة, طلب نيتانياهو من الرئيس الامريكي باراك اوباما التدخل.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة معاريف الإسرائيلية أن أوباما تولي الإشراف شخصيا علي عملية إنقاذ الإسرائيليين فور تلقيه المكالمة الهاتفية من نيتانياهو, كما نقلت عن مصدر مقرب من أوباما قوله إن الرئيس الأمريكي استخدم نحو100 دبلوماسي أمريكي, وتحدث مع المشير طنطاوي, ولم يخلد إلي النوم إلا بعد إتمام عملية إنقاذ الإسرائيليين.
وفي الوقت ذاته, أكد السفير الإسرائيلي في القاهرة اسحق ليفانون أن بلاده ملتزمة بعملية السلام والاتفاقيات التي تم توقيعها مع مصر رغم اقتحام سفارتها, وهو ما تزامن مع تأكيد مصادر إسرائيلية مسئولة أن بلادهم تسعي إلي التهدئة مع مصر بعد حادث السفارة.
أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فقد كشفت عن أن الولايات المتحدة أبلغت القاهرة بأن عليها إنقاذ حرس السفارة وإلا واجهت العواقب, مشيرة إلي أن ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي هو أول من نجح في الاتصال الهاتفي بالمشير بعد ساعتين من المحاولات المتواصلة.
وفي الوقت ذاته, شدد دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس علي ضرورة ان تعمل بلاده بشكل سريع علي عودة سفيرها لدي القاهرة إلي مقر عمله, وذلك فور التأكد من ضمان سلامته هناك.
وأضاف ميريدور في تصريح- نقلته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في موقعها علي شبكة الانترنت- إن من مصلحة البلدين العمل علي ضمان عودة الروابط الدبلوماسية بينهما الي سابق عهدها, فيما لم تذكر الصحيفة مزيدا من التفاصيل في هذا الصدد. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن بيريتس قوله إن ليبرمان قام- بنوع من اللامسئولية- بصب الوقود علي النار بدلا من تهدئة الأمور مع مصر وتركيا في الوقت الذي تنتابهما فيه مشاعر غاضبة تجاه إسرائيل, كما شدد علي ضرورة مطالبة الحكومة الإسرائيلية الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وعضو الكنيست عن حزب العمل بنيامين بن اليعازر بالتدخل لتهدئة الأوضاع والتعامل مع أزمة العلاقات مع القاهرة وأنقرة.
وفي إطار ردود الفعل الداخلية علي الأزمة, طالب عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب العمل عمير بيريتس أمس نيتانياهو بإقالة وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان لضلوعه في تدهور العلاقات الإسرائيلية بكل من مصر وتركيا.
ومن ناحيتها, ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست- نقلا عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوي في تل أبيب- أن الدبلوماسيين الاسرائيليين يبحثون حاليا عن مقر جديد للسفارة الاسرائيلية في القاهرة بعد الهجوم الذي تعرض له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق