الأحد، 25 سبتمبر 2011

أردوغان .. بطل حقيقي أم بهلوان سياسي؟

يمكن للمتابع للشأن المصري بمختلف تفاصيله أن يلحظ بسهولة أن النموذج التركي أصبح جاثما وبقوة على صدورنا
.. حتى يكاد أن يتحول إلى عقدة.. فلا يكاد يخلو حديث عن مسيرة الأوضاع في مصر بعد الثورة إلا ويتم استدعاء هذا النموذج، تركيا فعلت..  وتركيا أنجزت.. تركيا تقدمت.. على هذا النحو الذي يذكرنا بنموذج سابق يتم استدعاؤه كثيرا على المستوى العربي وهو النموذج الماليزي. وإذا كان هذا الأخير ارتبط بالزعيم مهاتير محمد، فإن الأول – التركي – ارتبط بشخصية رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الحالي الذي زار مصر مؤخرا.
لقد نقلت الزيارة الحديث من المستوى النظري إلى الواقعي وهو ما بدا في طبيعة الاستقبال الحافل الذي لقيه الضيف التركي، وانعكس في نقاش محتدم حول طبيعة هذا النموذج ومدى ملائمته لمصر. وفي كل الأحوال فإن الدعوات تتوالى بأن نحذو هذا النموذج خطوة بخطوة باعتباره الأكثر مناسبة لنا ولظروفنا.. فتركيا دولة شرق أوسطية وتنتمي إلى تراثنا ذاته.. التراث الإسلامي.. وقد كانت حتى وقت قريب تمر بمرحلة تراجع اقتصادي.. غير أنها تمكنت من الصعود ثانية واحتلال مرتبة متقدمة ليس في الإقليم الذي تنتمي إليه فقط وإنما على المستوى الدولي بشكل يعكس فعاليتها وقدرتها.
وإذا كانت مجالات المقارنة عديدة فقد كان تزامن تبعات الأزمة التركية مع تل أبيب على خلفية مقتل تسعة من مواطنيها على يد إسرائيل، مع أزمة مقتل عدد من الجنود المصريين على يد القوات الإسرائيلية، بمثابة الكلمة الفصل في التأكيد على مدى الاختلاف في مواقف أنقرة والقاهرة.. وأنه فيما تصرف الأولى من منطق يعكس تقديرها لذاتها وقوتها، فقد كان تصرف الثانية امتدادا لإرث نظام سابق يتمثل في الخنوع لإسرائيل، وهو ما انعكس في ضرورة استلهام الدروس والعبر من هذا النموذج – التركي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق