السبت، 17 سبتمبر 2011

الدول العربية تجمد طرح قرار لإدانة

في تحرك مفاجيء ولافت‏,‏ تخلت الدول العربية أمس عن خططها لطرح قرار خلال المؤتمر السنوي العام هذا الأسبوع للوكالة الدولية للطاقة الذرية يهدف لادانة إسرائيل‏,‏ حسبما قال دبلوماسيون لدي الوكالة في فيينا‏.‏
وأوضح دبلوماسي عربي لوكالة الأنباء الفرنسية أن القرار الذي كان سيحث إسرائيل علي الانضمام إلي معاهدة حظر الانتشار النووي تم تجميده, وهو الأمر الذي أكده دبلوماسيون غربيون أيضا.
وقال الدبلوماسي العربي- الذي رفض الكشف عن اسمه- إن الدول العربية قررت الامتناع عن التقدم بمسودة قرار هذا العام كإجراء لبناء الثقة قبل مؤتمر يهدف الي اخلاء الشرق الأوسط من الاسلحة النووية من المفترض عقده في عام.2012
ومثلما حدث عامي2009 و2010, فقد كان من المتوقع أن تقدم الدول العربية مشروع قرار في الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يعقد من19 إلي23 سبتمبر الجاري يدعو إسرائيل للانضمام إلي اتفاقية عالمية لمكافحة الانتشار النووي.
وكان قرار مماثل قد تسبب في عاصفة عام2009 رغم طبيعته الرمزية حينما تم تبنيه بأغلبية ضئيلة جدا خلال المؤتمر العام للوكالة الدولية.
وأخفقت الدول التي طرحت القرار- بفارق بسيط- في تمريره العام الماضي بعد جهد دبلوماسي كبير قادته الولايات المتحدة, حيث توجه جاري سيمور كبير المستشارين النوويين للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي فيينا لحث الدول العربية علي التخلي عن طرحها.
وعلي الجانب الآخر من المشهد النووي, تستغل إيران الثورات العربية واقتراب موعد الانتخابات في عدد من الدول الغربية للاستمرار في برنامجها النووي بوتيرة أسرع, حيث أكدت طهران علي لسان مسئوليها أنها ستعلن قريبا عن تخصيب اليورانيوم بنسبة60%.
فقد أوضح عدد من الدبلوماسيين الغربيين لوكالة أسوشيتدبرس أنه قبل عامين نجحت الدول الغربية بسبب موقفها الموحد في دفع روسيا- التي ترعي مفاعل ناتانز الإيراني- إلي الانضمام اليها في ادانة البرنامج النووي الايراني, لكن هذه الجبهة الغربية تشهد حاليا- وفقا الدبلوماسيين الغربيين- تصدعا حادا.
وذكر دبلوماسي بريطاني أن الملف النووي لا يزال يثير قلقا شديدا لدي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا, وإن كانت الثورات العربية قد حجبته قليلا, وأضاف في تصريح لأسوشيتد برس أنه من المتوقع أن تستغل هذه الدول فرصة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك لمضاعفة المشاورات والمساومات مع الطرف الإيراني.
وفي هذا السياق, أوضح دبلوماسي فرنسي طلب عدم ذكر اسمه أن مجموعة5+1- الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلي المانيا- تشهد انقسامات عميقة في الوقت الذي تواصل فيه ايران السباق مع الزمن وتراهن علي ضعف الضغوط عليها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام2012 في كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
وأضاف المسئول أن طهران يمكن ان تنتقل الي تخصيب اليورانيوم بنسبة60% لكي تجدد, وفقا للرواية الرسمية.
ويري برونو ترتريه الباحث في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية ومقرها باريس أن ايران تريد كحد ادني خيارا نوويا وعلي الأرجح القنبلة الذرية, مشيرا الي ان البرنامج النووي الايراني لا يتفق مع هدفه المدني المزعوم, لكنه علي العكس يتفق جيدا مع هدف عسكري.
من جانب آخر, قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة ما زال يحدوها الامل بأن تفرج إيران عن أمريكيين, وأكدت أنها لا تشعر بقلق زائد لتأجيل طهران تنفيذ وعد بإطلاق سراحهما في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
واضافت كلينتون قائلة في مؤتمر صحفي في سان فرانسيسكو مازلنا نأمل بأن الشابين الامريكيين سيفرج عنهما في اطار لفتة انسانية من الحكومة الايرانية. وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد صرح في مقابلة مع محطة تليفزيون امريكية قبل أيام بأن الامريكيين شون باور وجوش فتال سيطلق سراحهما في الأيام المقبلة في اطار لفتة انسانية قبل رحلته الي الامم المتحدة في نيويورك, لكن الهيئة القضائية في ايران أعلنت بعد ذلك ان الافراج عنهما ليس وشيكا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق